السر الثالث اتخاذ القرار: المهارة التي تحدد مستقبلك بالكامل

  


 السر الثالث اتخاذ القرار

اتخاذ القرار: المهارة التي تحدد مستقبلك بالكامل

نحن نعيش نتيجة قراراتنا. كل خطوة نخطوها اليوم هي نتيجة قرار اتخذناه في الماضي، صغيرًا كان أو كبيرًا. ومع ذلك، يبقى اتخاذ القرار واحدة من أكثر المهارات تجاهلًا، مع أنها تُشكّل العمود الفقري لكل نجاح شخصي أو مهني.

فكيف نتخذ قرارات أفضل؟ ولماذا نتردد أحيانًا رغم وضوح الطريق؟ وهل القرار الخاطئ أسوأ من التردد؟ لنكتشف الإجابة من خلال هذا المقال المدعوم بالقصص الواقعية.

القصة الأولى: قرار بوزن حياة

في عام 1982، اضطر الطيار الكندي "بوب بيرسون" لاتخاذ قرار مصيري عندما تعطلت محركات طائرته فجأة وهي على ارتفاع شاهق. لم يكن لديه وقت طويل للتفكير، لكنه تذكر وجود قاعدة جوية قديمة تحولت إلى مضمار سباق.

قرر توجيه الطائرة نحو هناك، رغم أن الكتيبات قالت إنها لم تعد صالحة للهبوط. وبالفعل، هبط بسلام وأنقذ كل من كان على متن الطائرة. هذا القرار السريع لم يكن عشوائيًا، بل نتيجة معرفة، تدريب، وثقة بالنفس.

العبرة؟ أحيانًا القرار لا يحتمل الانتظار. والقرار الصعب هو ما يميز القائد عن المتفرج.

لماذا نخاف من اتخاذ القرار؟

الخوف من اتخاذ القرار غالبًا ما يرتبط بالخوف من الخطأ أو الندم. نقضي وقتًا طويلًا في التحليل والتفكير، لكننا في النهاية نؤجل القرار، وكأننا ننتظر أن تُقرر الحياة نيابةً عنّا.

لكن دعنا نواجه الحقيقة:

التردد لا يحميك من الخطأ، بل يسرق منك الزمن.

قصة رجل الأعمال الذي غيّر مصيره بقرار واحد

جاك ما، مؤسس "علي بابا"، لم يكن يملك خلفية تقنية، ورفضته عشرات الشركات. لكنه اتخذ قرارًا غير حياته: أن يؤسس مشروعًا تقنيًا يخدم التجارة الصغيرة.

كان القرار جريئًا، مليئًا بالمخاطر، لكنه امتلك الرؤية والإصرار. اليوم، علي بابا واحدة من أكبر شركات العالم.

الدرس؟ ليست خبرتك وحدها هي ما يصنع الفرق، بل القرار الجريء.

اتخاذ القرار ليس حظًا.. بل مهارة تُتعلّم

اتخاذ القرار الجيد ليس موهبة تولد بها، بل مهارة تنضج بالتجربة، والملاحظة، والانفتاح على النتائج.

إليك 3 مبادئ تساعدك على اتخاذ قرارات أفضل:

الوضوح: لا يمكن اتخاذ قرار صحيح في غياب هدف واضح.

المعلومة: اجمع ما يكفي من المعطيات، لكن لا تنتظر الكمال.
الثقة: بعد اتخاذ القرار، لا تلتفت كثيرًا للندم. امضِ بثقة.

قصة من الواقع: رائد أعمال رفض عرضًا بالملايين

أحد رواد الأعمال تلقى عرضًا مغريًا من شركة كبرى لشراء مشروعه الناشئ مقابل مبلغ ضخم. كل من حوله شجعه على البيع، لكنه كان يرى إمكانيات لم تتحقق بعد.

قرر الرفض، واستثمر في تطوير المشروع. بعد 3 سنوات، أصبح المشروع يساوي أضعاف ما عُرض عليه سابقًا.

هل كان مجنونًا؟ ربما.
هل كان واثقًا؟ بالتأكيد.

هذا القرار اعتمد على رؤيته، إيمانه، وقناعته بأن النجاح لا يُقاس فقط بالمال السريع.

القرار الخاطئ أفضل من اللاقرار

"إن القرار الخاطئ أفضل من التردد. على الأقل ستتعلم شيئًا."

الوقوع في خطأ قرار يمنحك دروسًا لن تجدها في الكتب. بينما البقاء دون قرار، يبقيك في نفس المكان، مترددًا، مهزومًا من الداخل.

أدوات تساعدك على اتخاذ قرار واثق:

جدول القرار: ضع قائمة بالإيجابيات والسلبيات.

اختبار 10-10-10: هل سينفعني هذا القرار خلال 10 أيام؟ 10 أشهر؟ 10 سنوات؟
استشر لكن لا تنتظر إذنًا: استمع لآراء من تثق بهم، لكن لا تجعل القرار مشروطًا بموافقة الآخرين.

قصة الرياضي الذي قرر الاعتزال في القمة

مايكل جوردان، أسطورة كرة السلة، قرر الاعتزال وهو في قمة مجده. لم يفهم البعض قراره، لكنه كان واضحًا بالنسبة له: أراد المغادرة بشروطه، في أوج عطائه.

بعد سنوات، عاد وحقق المزيد من الإنجازات. لكنه علّم الجميع درسًا: القرار الصعب لا ينتظر الظروف المثالية.

الحياة لا تنتظر المترددين

كل يوم لا تقرر فيه، هناك مَن يقرر قبلك.
كل فرصة تتردد فيها، هناك مَن يقتنصها.

العالم لا يكرم المتفرجين، بل يُصنّفهم في قوائم المنسيين.

 القرار هو الفاصل بين من يحلم ومن يحقق

الحلم لا يكفي.
الخطة لا تكفي.
حتى المهارة وحدها لا تكفي.

ما يفصل الناجحين عن الحالمين، هو القرار.

اجلس مع نفسك اليوم، واسأل:

ما القرار الذي أؤجله منذ شهور؟

ماذا لو اتخذته اليوم؟ ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟
وماذا لو لم أتخذه أبدًا؟

أحيانًا، القرار الذي تخشاه، هو الباب الذي تنتظره حياتك الجديدة.


📲 تابعنا على "لاست نيشن" لمزيد من القصص الواقعية، الأدوات العملية، وتوجيهات النجاح في ريادة الأعمال وتطوير الذات.


تعليقات