المال يرى بالعقل

المال ليس مجرد أرقام، بل فكرة تتجسد في عقلك


١.٤ تريليون دولار تبحث عن وطن

كل يوم، يتم تداول 1.4 تريليون دولار عبر العالم إلكترونيًا، وتزداد هذه الأرقام بشكل مستمر. لكن، ما الغريب في الأمر؟ الحقيقة أن هذا المال غير مرئي؛ يأتي في شكل إلكتروني، ولا يُمكن للأعين أن تراها بشكل ملموس. وعلى الرغم من أن هناك أموال ضخمة تتحرك حولنا يوميًا، فإن معظم الناس يعيشون من راتب لآخر. نحن في سباق مستمر للبحث عن المال، في الوقت الذي يبحث فيه المال عن من يهتم به وينميه. إذا كنت تعرف كيف تعتني بالمال، فإنه سيجد طريقه إليك. ولكن إذا كنت لا تعرف كيف تتعامل مع المال، سيهرب منك سريعًا.

تعريف والد روبرت الغني للذكاء المالي كان يقول: "الذكاء المالي ليس في كم تجني، ولكن في ما تحتفظ به من مال، وكيف يعمل المال من أجلك، وكم جيلاً ستظل تُبقي المال فيه". هذا هو الفرق الأساسي بين من يجني المال ومن يجعل المال يعمل لصالحه.


العميان يقودون العميان: كيف ترى المال بعقلك وليس بعينيك

يفكر الناس عادة في المال بعينهم بنسبة 95%، بينما يُفترض أن يكون عقلهم هو المصدر الرئيسي لرؤية المال. إذا أردت أن تنتقل من الجانب الأيسر في نموذج التدفق النقدي إلى الجانب الأيمن (أي أن تصبح مستثمرًا محترفًا أو صاحب مشروع)، يجب أن تدرب عقلك على رؤية الفرص المالية بدلاً من الاعتماد على العيون فقط.

تخيل أن لديك شخصًا أعمى، هل يمكنه أن يرشد شخصًا آخر أعمى؟ بالطبع لا. هذا بالضبط هو المثال الذي يُقدمه والدي الغني: إذا كنت لا ترى المال في عقلك أولاً، فإنك ستظل عالقًا في نفس الدائرة ولن تقدر على جذب المال أو الحفاظ عليه.


تدريب عقلك على رؤية المال: الخطوة الأولى نحو التغيير

الخطوة الأولى في تدريب عقلك على رؤية المال هي التعليم المالي. يجب أن تبدأ بفهم كيفية عمل الرأسمالية وفهم الأدوات اللغوية والرقمية التي تحكم هذه المنظومة المالية. إذا لم تفهم أرقام المال وكلماته، فمن المحتمل أن تكون في وضع من يتحدث بلغة أجنبية ولا يستطيع فهمها.


كلما زاد عدد مدينيك، أصبحت أكثر فقراً

قال لي والدي الغني: "كلما زاد عدد مدينيك، أصبحت أكثر ثراءً، وكلما زاد عدد دائنيك، أصبحت أكثر فقراً." ربما تبدو هذه العبارة غريبة، لكن دعني أشرح لك ما يقصده. كلما زاد عدد الأشخاص الذين يدينون لك، كلما أصبحت أكثر ثراءً، لأنهم يعملون من أجل دفع الأموال لك. أما عندما تكون مدينًا، فإنك تتوجه نحو الفقر لأنك ستظل تدفع الفواتير وتُسدد الديون التي تُثقل عليك.

هذه القاعدة الأساسية تؤكد أن المال يُحكم بالسيطرة على الدين. عندما تسيطر على الديون وتعمل على استثمار الأموال بدلاً من أن تظل مديونًا، تكون قد اتخذت خطوة كبيرة نحو الحرية المالية.


أنت في لعبة المال: هل تتقن القواعد؟

أحد سطور الأغنية المفضلة لدي "المقامر" يقول: "إذا كنت ستلعب اللعبة، تعلم كيف تلعبها بشكل صحيح". هذه اللعبة التي نتحدث عنها هي لعبة المال. والمال هو فكرة تراها بعقلك، لا بعينيك. لفهم هذه اللعبة، يجب أن تتقن نموذج التدفق النقدي، الذي يعكس الفرق بين من يعمل من أجل المال ومن يجعل المال يعمل من أجله.

الخطوة التالية في رحلتك نحو الحرية المالية هي تحليل وضعك الحالي واختيار الاتجاه الذي تريد أن تتبعه:

  • هل ترغب في العمل من أجل المال (الجانب الأيسر من المربع)؟

  • أم أنك مستعد لأن تبدأ في استثمار المال وجعل المال يعمل لصالحك (الجانب الأيمن من المربع)؟

بمجرد أن تفهم القواعد وتتعلم كيف تدمج الذكاء المالي في حياتك، سيتحول المال من كونه مجرد حلم إلى واقع ملموس بين يديك.


الخاتمة: لا وقت للانتظار

كل ما تحتاجه لتحقيق الحرية المالية هو التعليم الصحيح و التطبيق الفعّال. عليك أن تتخذ القرار اليوم لتدريب عقلك على رؤية المال بشكل مختلف. ابدأ الآن بتغيير تفكيرك عن المال، وركز على الاستثمار الذكي، وإذا فعلت ذلك، فإن المال سيبدأ في العمل لصالحك.

تعليقات