اجعل من احباطك مصدر قوة!!
من الشخص الذى تصبح مثله عندما لا تسير الأمور معك كما تريد ؟
ساوضح لكم في هذه القصة على لسان روبرت كيوساكي من كتاب النموذج الرباعي للتدفقات النقدية كيف تغلب روبرت على كل الاعذار لتغيير وضعه للافضل كما يمكنك عكس كل هذه الافكار لتصبح لك مصدر قوة مستقبلا من الآن.
يستطرد روبرت هنا ويقول:
عندما تركت العمل بالقوات البحرية نصحنى والدى الثرى بأن ألتحق بوظيفة تعلمنى كيفية البيع ، لقد كان يعلم أننى خجول بطبعى ، وأن تعلم البيع كان آخر شىء يخطر ببالى .
وطوال عامين كنت أسوا بائع فى شركتى . لم يكن فى استطاعتى بيع طوق نجاة لفريق . وكان خجلى مصدراً لإحساسى بالألم ليس لى فقط ، بل للعملاء الذين كنت أحاول أن أبيع لهم منتجات الشركة . وطوال هذين العامين ظللت قيد المراقبة ، مما كان يعنى أننى كنت على وشك أن يتم فصلى من العمل .
وكنت عادة ما ألقى باللوم على الاقتصاد أو المنتج ، أو حتى العملاء لفشلى فى البيع . وكان لوالدى الثرى أسلوبه فى التعبير عن هذا الأمر ، حيث يقول : " عندما يشعر الأفراد بالضعف فإنهم يحبون إلقاء اللوم على الآخرين " .
وكان يقصد بذلك أن الإحساس بالألم الناتج عن الإحباط يكون شديداً لدرجة تدفع المرء إلى الرغبة فى دفع هذا الشعور بالألم بعيداً ، وذلك عن طريق إلقاء اللوم على شخص آخر . ولكى أتعلم كيف أبيع كان ينبغى علىّ مواجهة الألم الناتج عن الشعور بالإحباط. وأثناء تعلمى كيفية البيع تعلمت أيضاً درساً قيماً ، وهو كيف أحول ما يقابلنى من إحباطات إلى أصول بدلا من جعلها من الخصوم .
وعندما أقابل أشخاصا يشعرون بالخوف من تجربة شىء جديد فإننى أدرك أن السبب وراء ذلك فى أغلب الحالات هو خوفهم من الإحباط ، إنهم يخشون ارتكاب خطأ ما ، أو يتعرضون للرفض من الآخرين . فإذا كنت مستعدا للبدء فى رحلتك نحو العثور على طريقك السريع نحو الثروة ، فإننى أقدم لك نفس كلمات النصح التى أخبرنى بها والدى الثرى :
"كن مستعداً لأن تصاب بالإحباط " .
ويقصد والدى الثرى المعنى الإيجابى للكلمة وليس السلبى . ففى رأيه إذا كنت مستعدا للشعور بالإحباط عندئذ يمكنك تحويل ذلك الشعور إلى أحد الأصول . ومع هذا فإن غالبية الأفراد يحولون الإحباط إلى أحد الخصوم طويلة المدى ، وتدرك ذلك عندما تسمع أحدهم يقول : "لن أفعل ذلك مرة أخرى قط " . " أو كان لابد أن أعرف أننى سوف أفشل " .
وكما يوجد بداخل كل مشكلة فرصة فإنه يوجد بداخل كل شعور بالإحباط جوهرة الحكمة الغالية .
وعندما أسمع شخصاً ما يقول : " لن أفعل ذلك مرة أخرى أبداً " . عندئذ أدرك أننى أستمع إلى شخص توقف عن التعلم ، شخص جعل الإحباط يعرقل خطاه ، وتحول الشعور بالإحباط إلى شعور يحيط به بدلاً من أساس يقف عليه حتى تعلوا هامته .
لقد علمنى والدى الثرى كيف أتعامل مع مشاعر الإحباط العميقة ، وكان عادة ما يقول إن سبب قلة أعداد الأثرياء العصاميين يرجع إلى أن عدداً ضئيلاً من الأقراد مكنهم تحمل الشعور بالإحباط ، وبدلاً من تعلم مواجهة هذا الشعور فإنهم يقضون حياتهم ؛ لكى يتجنبوا ذلك "
ولكن كما قال والدى الثرى أيضاً : " بدلاً من تجنب الشعور بالإحباط كن مستعداً له ، فالإحباط يشكل جزءا مهما من عملية التعلم ، وكما نتعلم من أخطائنا فإننا نبنى شخضياتنا من خلال الإحباط الذى نشعر به " وفيما يلى بعض النصائح التى كان يقدمها لى والدى الثرى عبر السنين :
توقع أن تصاب بالإحباط .
كان والد روبرت الثرى عادة ما يقول : " الحمقى فقط هم الذين يتوقعون أن تسير الأمور على هواهم ، وتوقع الإصابة بالإحباط لا يعنى أن تكون سلبيا أو فاشلاً ، بل يعنى أن تكون مستعداً من الناحية العقلية والعاطفية للمفاجآت التى قد لا ترغب فيها . وعندما تكون مستعدا عاطفيا فإنه يمكنك التصرف بهدوء وكرامة عندما تسوء الأمور ، فعندما تتحلى بالهدوء فإنه يمكنك التفكير على نحو أفضل " .
لقد قابل حميعنا العديد من الأشخاص الذين لديهم أفكار تجارية عظيمة وجديدة ، ولكن تستمر حماستهم لتلك الأفكار لما يقرب من شهر ، ثم يصيبهم الإحباط وتنهك قواهم . وسرعان ما تتلاشى حماستهم ، وكل ما تسمعهم يرددونه هو قولهم : " لقد كانت فكرة جيدة ، ولكنها لم تفلح " .
ولكن الذى أدى إلى فشل الفكرة هو الإحباط الذى كان أقوى من الرغبة فى النجاح ، فلقد سمحوا لقلة صبرهم بالتحول إلى إحباط يهزمهم . وفى كثير من الأحيان تنبع قلة الصبر تلك من عدم حصولهم على مكاسب مالية فورية ، فربما ينتظر أصحاب المشروعات والمستثمرون سنوات حتى يتحقق التدفق المالى من المشروع أو الاستثمار ، ولكنهم يبدأون خطواتهم نحو إقامة المشروع أو الاستثمار ، وهم يعلمون أن النجاح قد يستغرق بعض الوقت ، ويعلمون كذلك أنه عندما يتحقق النجاح فإن المكافأة المالية تستحق الانتظار .
استعن بمعلم يساندك.
يذكر روبرت في هذا المثال:
فى بداية دليل الهاتف هناك قوائم بأسماء المستشفيات والمطافئ والشرطة ، ولدى أنا أيضا قوائم بأرقام الطوارئ المالية ؛ ولكن الاختلاف بين هذه الأرقام وتلك أن هذه الأرقام هى أرقام هواتف معلمين .
فعادة قبل أن أبدأ فى إبرام أى صفقة أو أدخل أى مشروع فإننى أتصل بأحد أصدقائى وأوضح له ما أقوم به وما أعتزم تحقيقه ، بل وأطلب منهم أيضاً الاستعداد لمساعدتى فى حالة ما إذا خرجت الأمور على السيطرة ، وهو الأمر الذى يحدث لى عادة .
لقد كنت أقوم بالتفاوض بشأن عقار ضخم ، وكان البائع يتلاعب بالصفقة ويغير شروطها من آن لآخر ، فقد كان يعلم أننى أرغب فى شراء هذا العقار ، وكان يبذل قصارى جهده لانتزاع مزيد من الأموال منى فى اللحظات الأخيرة . ونظراً لأننى حاد الطباع فقد خرجت مشاعرى عن السيطرة ، وبدلا من إفساد الصفقة بالصراخ والعويل ، وهو ميل طبيعى لدىّ ، طلبت ببساطة استخدام الهاتف للاتصال بشريكى .
وبعد حديثى مع ثلاثة من أصدقائى ، الذين كانوا مستعدين لمساعدتى ، وتقديمهم النصح لى هدأت أعصابى ، وتعلمت ثلاث طرق جديدة للتفاوض لم أكن أعلمها من قبل . وبالرغم من أن الصفقة لم تتم إلا أننى مازلت أستخدم تلك الأساليب الثلاثة للتفاوض حتى اليوم ، وهى أساليب لم أكن لأتعلمها لو لم أدخل تلك الصفقة وتلك المعرفة لا تقدر بثمن .
وما أود قوله هو أننا لا نستطيع معرفة كل شىء مسبقاً ، وعادة ما نتعلم الأشياء فقط عندما نحتاج تعلمها ،هنا في هذه النقطه تثبت لنا انك لست بالحاجه الماسه لتتعلم كل الخطوات مسبقاً لتبدا فقد يكفيك تعلم خطوة او خطوتين بالكثير نحو هذا الهدف الذي تريده وليس كالنظام الدراسي الذي يجبرك على تعلم كل المواد والكتب لتكون جاهزا وتدخل في مرحلة الاختبار، ويكمل روبرت حديثه بقوله:
لهذا أنصحك بأن تجرب أشياء جديدة ، وتوقع الإصابة بالإحباط ولكن يجب أن يكون هناك معلم يقف بجوارك لتقديم يد العون أثناء خوضك للتجربة ، إن العديد من الأفراد لا يبدأون فى إقامة مشروعاتهم ببساطة ؛ لأنهم لا يملكون جميع الإجابات . ولكن الأمر المؤكد أنك لن تحصل على جميع الإجابات ، ومع هذا عليك أن تبدأ على أية حال ، وكما يقول صديقى
"كيث كانجهام " دائما : العديد من الأفراد لا يسيرون فى الشارع إلا عندما تكون جميع الأنوار الخضراء مضاءة ؛ لهذا لا يذهبون إلى أى مكان " .
ترفق بنفسك قليلا:
إن أحد أكثر مظاهر الإحباط إيلاماً ، خاصة عندما ترتكب خطأ ما، وتصاب بالإحباط أو تخفق فى أمر ما ليس هو ما يقوله الآخرون ، بل قوتنا على أنفسنا . غالبا ما يقوم معظم الأشخاص الذين يرتكبون الأخطاء بجلد أنفسهم وتوبيخها أكثر مما يفعل الأخرون .
لقد اكتشفت أن الأشخاص الذين يقسون على أنفسهم عقلياً وعاطفياً عادة ما يتوخون الحذر الشديد عند المجازفة ، أو عند تبنى أفكار جديدة أو عند تجربة شئ جديد فمن الصعب تعلم أى شىء جديد إذا عاقبت نفسك ، أو ألقيت باللوم لإحباطاتك الشخصية على شخص آخر .
قل الحقيقة
كان أسوأ عقاب تعرضت له عندما كنت صغيراً هو عندما كسرت بدون قصد السن الأمامية لأختى . فهربت هى نحو المنزل لتخبر أبى بينما هرولت أنا لكى أختبئ . وبعدما عثر علىّ أبى انتابه الغضب العارم .
وبخنى قائلاً : "إن السبب الذى يجعلنى أعاقبك هو ليس كسرك لسن "أختك ، بل اختباؤك وهروبك " .
على صعيد الأمور المالية كانت هناك مرات عديدة كان بوسعى الهرب من أخطائى ، ولم يكن هناك أسهل من الهرب ، ولكن كلمات والدى منعتنى".
وباختصار لا أحد معصوم من الخطأ ، ونشعر جميعاً بالتعاسة والإحباط عندما لا تجرى الأمور على هوانا ، ولكن يكمن الفرق فى كيفية تعاملنا مع مشاعر الإحباط داخلياً ، وقد لخص والدى الثرى الأمر بقوله : " إن حجم النجاح يقاس بقوة رغبتك ، ويقاس بمدى حلمك وكيف تتعامل مع مشاعر الإحباط التى يصاب بها فى تلك الأثناء " .
فى غضون السنوات القليلة القادمة سوف نشهد تغيرات مالية ستكون بمثابة اختبار لشجاعتنا . ومما لا شك فيه أن الأشخاص الذين يملكون زمام مشاعرهم ولا يدعونها تعرقل خطواتهم ، ويتمتعون بالنضج العاطفى الكافى لتعلم مهارات مالية جديدة هم الذين سوف يحققون الازدهار خلال السنوات القادمة .
ماذا يجب ان تفعل الان؟
ارتكب الأخطاء . لهذا أنصحك بأن تبدأ طريقك بخطوات صغيرة . وتذكر أن الخسارة جزء من الفوز . وفى الوقت الذى تم فيه تدريب أصحاب الخانة الموظفين وأصحاب الأعمال الحرة " S " ، " E " على أن ارتكاب الأخطاء أمر غير مقبول ، فإن أصحاب الخانة أصحاب المشاريع والمستثمرين يعلمون أن ارتكاب الأخطاء هو السبيل الوحيد للتعليم
شارك بقدر ضئيل من المال ، ابدأ بخطوات صغيرة ، فإذا عثرت على استثمار ترغب أن تستثمر فيه أموالك ؛ فشارك فيه بمبلغ ضئيل ، وسوف تجد أنه أمر مدهش كيف يزداد ذكاؤك بسرعة هائلة عندما تستثمر بأموالك ، وكل ما عليك فعله هو الانتباه لمالك والتعلم
"إن مفتاح النجاح هو أن تبدأ بالفعل والعمل"

💬 رأيك يهمنا.
وش أكثر فكرة لمستك؟
اكتب تعليقك، يمكن تكون شرارة لتغيير جديد.👇